0
 قصة واقعية | حادث السيارة

دخلت بيتها على عجل..
رأتها أمها وابنتها..
والكل يسأل.. إيش في؟!..
لم تجب..


أخرجت حليها التي تملكها.. وضعتها في حقيبتها.. وبحثت عن فواتير شرائها من درج الخزنة..
وخرجت مسرعة كما دخلت..
والأم والبنت يسألان.. إيش في؟!..
قالت على عجل.. بعدين بعدين..
انقضى وقت في قلق شديد للأم والبنت..
اتصلا بكل من يعرفها.. ولم يجب أحد منهم بمعرفته السبب..
بعد ساعتين..


عادت ومعها أخوها الأصغر سناً.. غاضبة.. ببكاء شديد..
صاحت أمها.. قولي إيه الحكاية؟..
أحضرت ابنتها كأساً من الماء..
وقبلت يدها.. واحتضنت رأسها في حنان.. هدأ من حالتها..
إيش الحكاية؟!.. سألتها أمها..


قالت.. لقد أخذ مفتاح السيارة خلسة من جيب أبيه.. وعمل حادثاً.. الله لطف به وبمن تأذى.. نزلت السوق وبعت ما عندي.. حتى أحضر لو كان هناك غرامة أو مخالفة.. والحمد لله إني استطعت أن أحتوي الموقف..


أخذت أمها ابنها إلى غرفة أخرى ومسحت دموعه.. وقبلته.. ونصحته قائلة.. يا ابني إللي يمد يده في جيب أبيه يسموه (لص).. واللي يستعمل سيارة وما يعرف يسوقها يسموه (معتدي)..


ظلت هذه الذكرى في رأسه حتى تزوج وأنجب..
وكان كل ديدنه ألا يكون أحد من أولاده لصاً أو معتدياً..
قال.. كلمات أمي.. وطريقة علاجي كانت هي الحصيلة التي أتمتع بها الآن..
وحالياً لا يسوق سيارة.. ويرى أن هناك من يسوق سيارته ويخدمه..
العلاج من أول مرة.. هو الأكثر فائدة..
لا تتسامحوا.. ولا توجدوا عذراً لهم..
فعقابهم يجلب الأمن لأولادهم..

أحمد حسن فتيحي

إرسال تعليق

 
Top