0
اتصل أحدهم 
بإحدى البرامج الإذاعية وبصوتٍ يكاد يختنق قال :
تزوجت من فتاة
تدرس الطب في السنة الثالثة وكنت أنا خريج كلية التجارة ، كنت أحبها جدًا وأحاول تعويضها عن والدها الذي فقدته في صغرها ومن ثم أمها التي فقدتها في مُراهقتها فأكملت أختها تربيتها حتى زوجتها لأول من طرق بابها وكُنت أنا .
ثم توقف
عن الكلام وبكى ، سأله المُذيع بغرابة شديدة ظهرت على صوته :وماذا حدث ؟!

تنهد الرجل وقال
بدأ أصدقائي يبثون في أذني السموم ، محذرين إياي أن تُكمل الفتاة دراستها وتُصبح طبيبة تعمل مع أطباء مثلها وتتكبر عليّ لتذهب لآخر ، 
تمكنوا بحديثهم
مني حتى استحوذ على رأسي فانتهزت فرصة سفر أختها للخارج لزوجها وأصبحت أتربص للمسكينة على كل خطأ تفعله فأقوم بضربها تارة وأمنعها من الخروج تارة أخرى ، أمزق الكتب أحيانًا وأقوم بحبسها أحيانًا أخرى ، 
حتى أصيبت
باكتئاب حاد لدرجة أنها حاولت الانتحار فلما أنقذتها منه قبل الموت لم أتراجع كما لم يكف أصدقائي عن كلامهم وإشغال رأسي بالشكوك تجاه زوجتي ، وبالنهاية وبسبب محاولاتها الكثيرة للانتحار أودعتها مشفى الأمراض النفسية وطلقتها بعد شهر .

قال المُذيع
حسبي الله عليك ! ، ولمّ تتصل الآن .

عاد ليكمل
تزوجت بعدها من فتاة لم تلتحق بالجامعة لأن أهلها لا يملكون شيئًا ، واستقرت حياتي وها هي زوجتي في شهرها التاسع ، منذ أسبوع خطرت على بالي فعرفت أنها لازالت في المشفى فذهبت لزيارتها فكانت كما هي تجلس شاحبة اللون تنتفض كلما اقترب منها أحد صامتة تمامًا ، 
أخبروني أنها
منذ جاءت لم يزرها أحد فقط تقوم أختها بإرسالها مصروفات المشفى -فبالطبع انشغلت في حياتها وزوجها
وحالتها
تستاء كثيرًا ، من يومها ولم أتذوق طعم النوم أدعو على نفسي ورفاقي بالموت وأكاد أموت من شدة الخوف من عقاب الله لي لما سببته لهذه المسكينة التي لم يكن ذنبها سوى أنها أحبت رجلًا تجرد من رجولته .

للأسف
حدثت هذه القصة منذ عدة سنوات وكتبت عنها سابقًا لكن تذكرتها اليوم فكتبتها ربما يتعظ أحدهم أو يصحو من غفلته ويكف عن السماع لأصدقاء السوء والخراب ، لا سامح الله أبدًا من تسبب بالخراب لأحد .

بقلم / ريم السيد المتولي .
كتابات - ريم السيد

إرسال تعليق

 
Top