0
لقد مضى من عمري خمسة وثلاثون عاما ومازلت عازبا لم أتزوج، ولا أدري كيف سأتزوج؟ أو من أين؟ 
فالأمر أصبح كدرب من الخيال
اسمي سليم وأنا أعمل في شركة تأخذ يومي كاملا حيث أخرج من الصباح حتى المساء والمصيبه أنه بأجر زهيد يؤمن لي ولأمي الحبيبه التي مازلت أسكن معها قوت يومنا والإلتزامات من أجار البيت والكهرباء والماء وماشابه والقليل القليل من الأمور الجانبيه. وأظن أنك ستقول إبحث عن عمل أخر،أحب أن أقول لك أنني منذ اليوم الأول الذي عملت فيه في هذا الشركة وأنا في بحث مستمر عن عمل آخر أو فرصة أخرى لعلي أستطيع أن أقوم بجمع المال لأتمكن من الزواج ذات يوم. 

ام سليم : هل عدت الى البيت ياسليم؟
سليم : نعم يا أمي عدت والحمد لله.
نسيت أن أخبركم أن أمي لا ترى للأسف فاقده لبصرها وأنا أقوم برعايتها وعندما أعود الى البيت فإني أنا المسؤول عن العناية بالبيت وإعداد الطعام.

ام سليم : لماذا لا تتزوج ياولدي؟ فتأتي من تخدمك وتريحك من عناء العمل في البيت

سليم: ومن تلك التي تقبل أن تعتني بي وبك يا أماه؟ الحقيقه أن بنات اليوم لا يقبلون مطلقا أن يعيشوا في بيت العائله 
ام سليم: إنك ولد بار بأمك وبأبيك من قبل رحمه الله وتحافظ على صلواتك في وقتها ومعروف بالحي بحسن أخلاقك ووسامتك فأظن أن الله لن يضعك وإن تقدمت لأي فتاة في الحي فإنها ستقبل بك مباشره. 

سليم : لا أظن ذلك يا أمي مطلقا فإن البنات يريدون الزوج الغني وأنا كما تعلمين لست كذلك مطلقا. 

ام سليم: انت صاحب علم وشهادات 
سليم : في هذا العصر تفضل الفتاة الزواج من صاحب المال الجاهل ولا تقبل بالعالم الفقير، لن يحقق لها الفقير طموحاتها وأحلامها. 
ام سليم : ألا تلاحظ كل يوم بأننا نخوض نفس الحديث؟ 
سليم : نعم للأسف ياأمي وأنا أريد منك أن تصرفي نظر عن مسألت زواجي تلك فأنا لست جاهزا بعد. 

ام سليم : هناك فتيات يقبلن بالرجل الصالح وإن كان فقيرا وأنت ياولدي تعمل ولديك بيت فلا ينقصك إلا أن تجمع المهر
سليم: أمي الحبيبه حتى ولو لدي بيت فأنه يحتاج الى الكثير من الصيانه والترميم وعفش البيت قديم جدا ويحتاج الى تجديد
وأنا لا أريد أن أحضر زوجة فتتعس معي بدلا من أن أسعدها. 
ام سليم : إفعل كما يحلوا لك ياولدي. 

وفي صباح اليوم التالي خرج سليم الى عمله كالمعتاد ورآه رجل غريب كان واقفا مع صاحب المتجر في نفس شارع بيت سليم. 
الرجل الغريب : مارأيك بهذا الشاب سليم؟ 
صاحب المتجر : لماذا تسأل؟ 
الرجل الغريب: لا تخف أنا أريد الخير لهذا الشاب. 
صاحب المتجر : ومن أين تعرفه؟ وكيف عرفت اسمه؟ 
الرجل الغريب: الحقيقه أنني كنت صاحب والد سليم، وكنت مسافرا وعندما رجعت علمت أن أبا سليم قد توفاه الله وترك ولده سليم وام سليم، والحقيقه أن له عندي دين وحان وقت السداد وأجبني على سؤالي رجاءا مارأيك بسليم؟ 

صاحب المتجر : ونِعم الشاب سليم هو صاحب أخلاق ودين وعلم وليس ذلك وحسب بل إنه رفض الزواج ليتفرغ لخدمة أمه الضريره ولم يقبل مطلقا أن يحضر زوجة فتقهر الدته الضريره بسوء معاملتها. 

الرجل الغريب: كما توقعت لأن ابوسليم كان لي نعم الأخ والصاحب وكان معروف بين الناس بدينه وخلقه وله عندي حق ولابد أن أوفيه حقه رحمه الله، شكرا لك أخي والوداع الآن. 

وفي المساء عاد سليم كعادته وبدأ باعداد طعام العشاء له ولأمه ثم سمع سليم طرقا على الباب وتوجه للباب وفتحه

سليم : من أنت؟ 
الرجل الغريب: ضيفا جاءكم من دون سابق إنذار فهل تدخلني؟ 
سليم : طبعا طبعا تفضل حياك الله. 
ام سليم : من هذا ياولدي؟ 
سليم : ضيف ياأمي. 
ام سليم (وهي تضحك) : ومنذ متى يأتيك الضيوف ياولدي؟ 
الرجل الغريب: كيف حالك يا أم سليم؟ 

ام سليم(وهي مندهشه) : وكأني أعلم من هو صاحب هذا الصوت. 
الرجل الغريب: ألم تتذكريني بعد؟
ام سليم : أيعقل أن تكون هو؟ 
سليم : من هو ياأمي؟ 
الرجل الغريب: نعم يا أم سليم أنه أنا. 
ام سليم : لقد مضى ثلاثون عاما على رحيلك. 
الرجل الغريب : نعم هو كذلك. 
ام سليم: هذا صاحب أبيك السيد نعمان. 
سليم : صاحب أبي؟ 
السيد نعمان: نعم ياولدي صاحب أبيك، وأحب أن أخبرك أن لأبيك دين في رقبتي

سليم :وأي دين هذا ياعماه؟ 
ام سليم: لا تقل كذلك فلقد كنتم إخوه وأكثر. 
سليم : لا أفهم شيئا لو أن أحد يوضح الأمر؟ 
السيد نعمان : أنا أخبرك ياولدي، قبل ثلاثون عاما كان لدي متجر كبير لبيع الأخشاب ثم في ليلة واحده ذهب مني كل شيء فلقد إحترق متجري عن بكرة أبيه ولم يبقى لي شيء وكان للتجار ديون على عاتقي وكانوا سيحبسونني إن لم أسدد تلك الديون فقام أبوك رحمه الله بتسديد تلك الديون من ماله الخاص الذي تعب في جمعه طيلة حياته ثم أعطاني قسما أخر وقال لي: إبدأ ثانية من جديد ولو كان رأس المال قليلا فإنك تاجر وسرعان ماسوف تستعيد مكانتك بين التجار، وفعلا أخذت المال وسافرت وبدأت من جديد ووفقني الله وأصبحت من كبار التجار والحمد لله وعدت اليوم أبحث عنكم لأسدد بعضا من ديوني وإن قبلت ياابن أخي فإني أعرض عليك عدة أمور:

 أولا: أن تكون شريكي في التجاره وهذا حق لكم بلا شك ولن أقبل خلاف ذلك
ثانيا: ولقد علمت أنك لم تتزوج الى الآن وإني أرغب أن أُزوجك من إحدى إبنتي إن أعجبتك إحداهن. 

سليم (وبدت على وجهه علامات الخجل) : والله إنه ليسعدني ذلك وحتى من دون أن أختار لأنني أعلم جيدا أنهما ستكونان بنفس أخلاقك ودينك. 

ام سليم (والدموع تنهمر من عينيها) : أما قلت لك ياسليم إنك صاحب أخلاق ودين وأن الله لن يضيعك أبدا، 
وبعد شهر دخل سليم على غرفة عروسه وأزال غطاء وجهها وهنا أحبتي في الله رأى سليم أجمل منظر في حياته كان وجهها منير كالبدر وهي تجمع كل صفات الجمال والحسن وكأنها لؤلؤة ثمينه أو جوهرة نفيسه كانت مخبأة لأجله تنتظره كل تلك السنين ومن نظرة واحده الى حسنها وجمالها إستطاعت أن تأسر قلبه لطيلة حياتهم. 
وعلم بأن الله عز وجل قد عوض صبره خيرا والحمد لله. 
اذا اتممت القراءه علق بالصلاة على النبي

إرسال تعليق

 
Top