قال أبو موسي الاشعري لأولاده وهو يموت
يا بني اذكروا صاحب الرغيف
قالوا يا ابانا وما صاحب الرغيف
قال أبو موسي يا اولادي كان رجل يتعبد في صومعته سبعين عاما
وكان لا ينزل ويختلط بالناس الا يوما واحدا
فجمل له الشيطان امرأة في عينيه فكان معها سبعة ليال في الحرام
ثم آفاق الراهب الإسرائيلي من غفوته ونشوته بعد السبع العجاف
فهام علي وجهه بين الوديان والكهوف والجبال في حالة سخط على نفسه
يريد اللحاق بركب التائبين بعد الانغماس في كبيرة فتنة الزنا
فكلما خطي خطوة صلي وسجد وبكي واستغفر
فاوي بالليل الي دكان عليه اثني عشر مسكينا
فكاد يهلك من شدة الجوع فادركه الهلاك والأعياء
فرمي بنفسه بين رجلين من الاثنا عشر
وكان راهب يبعث الي المساكين الاثنا عشر
كل ليلة بارغفة فيأخذ كل واحد رغيفا لليوم كله
ولما جاء الراهب الكريم ليوزع عليهم الارغفة في وجود الراهب التائب
اخذ الراهب التائب رغيفا
قتبقي رجل لم يأخذ رغيفه لان التائب جلس بينهم وأخذه
فقال الرجل اريد رغيفي ؟؟؟
فقال الراهب الكريم
هل اخذ أحد منكم رغيفين ؟؟؟
فلم يرد احد لان عدد المساكين زاد بالرجل التائب
وكل واحد منهم فعلا اخذ رغيفه
فتذكر الراهب التائب جريمته الكبري
بالزنا فراجع نفسه ودفع الرغيف الي الرجل المسكين صاحب الحق في الرغيف
وقال تبت اليك يارب تبت اليك يارب فمات من شدة الجوع
تائبا نادما باكيا رافعا يديه الي مولاه راجيا عفوه
فوزنت الملائكة الكرام عبادة سبعون عاما للراهب التائب مقابل اسبوع الزنا
فرجحت أيام الزنا وفاقت عبادة السبعين عاما
فقال لهم ربنا زنوا الرغيف الذي دفعه للمسكين ومات بسبب عدم اكله ظلما
فوزنوا الرغيف بالسع ليال الموبقات مع المرأة الفاتنة
فرجح الرغيف ومسح آثار معصية الفجور للسبع ليال العجاف
ليبين مدي سعة رحمة ربنا بالتائبين
ثم قال أبو موسي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
يا بني اذكروا صاحب الرغيف اذكروا صاحب الرغيف اذكروا صاحب الرغيف
ليحثهم علي عدم اليأس من رحمة ربنا القائل سبحانه وتعالي
قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ) الاية ٥٣ الزمر
ثم مات رضي الله عنه وأرضاه
((( الاثر نقله العلامة ابن الجوزي في صفه الصفوه و نقله ابن رجب الحنبلي
في كتابه جامع العلوم والحكم )))
اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهاده وبعد الموت جنه ومغفرة
اللهم صل على سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم
إرسال تعليق